تحميل رواية بلاد ليست كالبلاد عبد الباقي يوسف PDF

شارك

شارك

رواية بلاد ليست كالبلاد لـ عبد الباقي يوسف

رواية بلاد ليست كالبلاد

المؤلف : عبد الباقي يوسف
القسم : الأدب العربي
الفئة : الروايات العربية
اللغة : العربية
عدد الصفحات : 119
تاريخ الإصدار : 2022
حجم الكتاب : 0.9 ميجا
نوع الملف : PDF
عدد التحميلات : 2657 مره
تريد المساعدة ! : هل تواجه مشكله ؟
وصف الرواية

تحميل رواية بلاد ليست كالبلاد pdf هكذا بدا لـ تقى وهي لا تكاد تصدق عينيها، هل هي في حلم؟ أم هي سحرية دهشة اليقظة؟
هكذا كما أن الإنسان يُبعث من جديد، يُعاد تشكله عضواً عضواً، شهقة شهقة، زفرة زفرة، رؤية رؤية، يقظة يقظة.
تنظر غير مصدقة لمسات نزوح الظلام، وزحف الضوء الذي يتقدم شروق الشمس وكأنها كانت مشلولة ونُفخ فيها لتعود بشكل أكثر بهاء، أكثر ألقا، أكثر إشراقة، أكثر حنيناً إلى أبنائها الذين تركتهم في وحشة العتمة.

تسربت منها نظرة إلى بعلها المستسلم لسكينة لفائف نوم عميق، مسحت الأولاد بنظرة أكثر يقظة: ألماظ.
هتفت ببحة لتزداد ثقة بما ترى، انتظرت لحظات دون أن يرد.
جلست في الفراش، امتدت كفها إلى كتفه في لحظات مصيرية حاسمة إن كانت في حلم، أم أنه واقع حسي: ألماظي.. افتح عينيك.

امتدت راحة كفها إلى جبهته كأنها تتحسس حرارته، أنزلت الأنامل إلى عينيه المغلقتين: افتحهما ستريانك ما هو أبهى من أي حلم.
عند ذاك بدأ يتحسس لمسات أناملها، فتح عينيه لينظر إليها نظرة واحدة، ثم ابتسم عائداً إلى غلق عينيه وقد ترك قبلة على ظاهر أناملها.

انحنت تقبله من عينيه هامسة: هلا فتحت هاتين اللؤلؤتين؟
فتح عينيه، ثم أغلقهما بسرعة، ثم عاد إلى فتحهما، مد كفه يفركهما وهو يحدّق ملياً في قسمات وجهها، ثم ينظر إلى الضوء الذي يدخل من النافذة، وينير ظلمة البيت.

هب واقفا كي يزداد يقيناً أنه في يقظة وليس في حلم، أشبك كفه بكفها وخرجا إلى الحوش، ثم إلى الشارع ليريا اللحظات الأولى من امتداد خصلات الشمس، واللحظات الأخيرة من نزوح بقايا أنفاس العتمة مع زخات خفيفة من رذاذ المطر.
آبا بخطواتها المتعثرة كشخص واحد، أيقظا الأطفال, ثم خرجوا جميعا ليعتلوا السطح، وينظروا إلى شمسهم التي بدت في صعودها الأولي شطر كبد السماء متجاوزة آثار غيوم داكنة.

امتلأ الحي من حولهم بالزغاريد والأغنيات والدبكات، خرجوا إلى الشوارع على شكل أفواج وجماعات، لم يبق أحد في البيوت.
كل شخص يصافح الآخر ويحتضنه مهنئاً إياه على عودة الشمس سالمة إليهم: مبارك علينا عودة شمسنا يا أخي.

والمرأة تحتضن المرأة باكية بكاء فرح عذب وهي تتمتم: مبروك مبارك لنا عودة شمسنا المباركة يا أختي.
اكتظت شوارع البلاد كلها بالناس محتفلين بقدوم الشمس المباركة وكأنهم يحرسونها ويضحون بأي شيء إرضاءً لها.

أمام ذلك، أعلن أصحاب المحلات فتح أبواب محلاتهم مجاناً للناس جميعاً لمدة ثلاثة أيام في عرس مفتوح كبيرعلى امتداد رحابة البلاد.
امتدت الأهازيج والاحتفالات حتى ميلان الشمس شطر الغروب، حينها وكأنهم كانوا في حلم واستيقظوا، راودهم وجل أن شمسهم التي أخذت تجنح شطر المغيب لن تعود إليهم ثانية.

عرض المزيد
إصدارات إخري للكاتب
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور
بلّغ عن الكتاب