تحميل كتاب القول المتين في الضروري من أصول الدين (المجلد الأول) د. عصام الدين بن ابراهيم النقيلي PDF

شارك

شارك

كتاب القول المتين في الضروري من أصول الدين (المجلد الأول) لـ د. عصام الدين بن ابراهيم النقيلي

كتاب القول المتين في الضروري من أصول الدين (المجلد الأول)

المؤلف : د. عصام الدين بن ابراهيم النقيلي
القسم : العلوم الإسلامية
الفئة : التوحيد
اللغة : العربية
عدد الصفحات : 538
تاريخ الإصدار : 12
حجم الكتاب : 4.2 ميجا
نوع الملف : PDF
عدد التحميلات : 32 مره
تريد المساعدة ! : هل تواجه مشكله ؟
وصف الكتاب

تحميل كتاب القول المتين في الضروري من أصول الدين (المجلد الأول) pdf .
اعلم أنَّ العلم الوحيد الذي يشترط في حامله والعالم به، أن يكون عاملا به، وراسخا في قلبه، ومقرا به بلسانه، هو علم العقيدة، ليستحق بذلك أن يوصف بالعالم، فيمكن لفقيه أن يكون غير عامل بفقهه، ويصح أن تطلق عليه فقيه، ولكنَّه غير عامل بما يعلم، وكذا المفسر، وكذا في سائر العلوم، قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[البقرة: 146]، فشهد الله لأحبار اليهود بمعرفة الكتاب، كما شهد بأنهم يكتمون الحق، فهم يعلمون ولا يعملون، ومع ذلك شهد لهم بالمعرفة، كذلك قوله تعالى: { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}[الشعراء: 192 - 197]، فعلماء بني إسرائيل يعلمون أنَّ ما في القرآن من أحكام هو الحق، ويعلمون أنَّ تنزيله حق، ولم يعملوا به، ولم يرسخ في قلوبهم، ومع ذلك سماهم الله علماء؛ لأنهم علموا منهُ الأحكام والتفسير إجمالا، وأنه من الله تعالى، دون تفصيل في عقيدته، فحقَّ عليهم اسم العلماء حتَّى وإن لم يعملوا بما علموا؛ لأنه سبحانه تحدث عن الكتاب إجمالا دون تفصيل، ولكنَّ لو تعلموا العقيدة الصحيحة دون عمل بها، ولا نطق بحقيقتها، ولا إقرار بالقلب، لما سمُّوا علماء، لوجوب رسوخ العقيدة في قلب العالم، والعمل بها، كي يكون عالما بالعقيدة؛ ويحق عليه اسم (عالم)، ولكن لو رسخ علم العقيدة في قلوبهم، لنطق به اللسان، وعملت به الجوارح، وحينها لصاروا مسلمين، ولكنَّهم علموا تفسيره، وحكمه، وأنه حق فقط، دون اعتقاد صادق، ولا عمل به، ولا نطق بحقيقته، فسموا علماء باعتبار أنهم يعلمون أنه حق بإجماله، دون تفصيل في عقيدته، وهذا لا ينطبق على علم العقيدة الصحيحة، فمن لم يعمل بما يعلم منها فهو ليس عالما، وإن لم يقر بعلمه بها بلسانه بها فليس عالما، وإن لم يرسخ كل ذلك في قلبه فليس بعالم، لذلك كان تعريفنا لعلم العقيدة، تعريفا بماهية العقيدة وماهية حاملها.
فإنَّه كان يكفي لنا أن نقول: علم العقيدة هو: {العلم بالأحكام الشرعية العقديَّة، المكتسبة من الأدلة النَّقليَّة الصحيحة اليقينية والظنيَّة} وهو حد جامع مانع في الظاهر، ولكنَّ هذا يفتح الباب لكل أحد حتى من غير المسلمين أن يكون ذو عقيدة سليمة، حيث أنه عالم بالأحكام الشرعية العقدية المكتسبة من الأدلة النقلية اليقينية والظنية، وهذا لا يكون، فلا يكون صاحب العقيدة السليمة إلا مسلما، لذلك اضطررنا أن نقول: ورسوخ كل ذلك في القلب، مع الإقرار باللسان، والعمل بمقتضاه بالجوارح.

عرض المزيد
إصدارات إخري للكاتب
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور
بلّغ عن الكتاب