كتاب أجنحة القمر محمد أمين عبدو

”ففي ديوانِهِ (أَجْنَحَةُ القَمَرِ) يقتحمُ الشَّاعرُ محمَّد أمينُ عبدو، عوالمَ الشِّعْرِ، مترعًا بعذاباتِهِ، مهمومًا بالتَّحليقِ بِجناحَي الشِّعْرِ الفاتنينِ: الحلمِ والخيالِ، مستندًا إِلى لغةٍ شعريَّةٍ سهلةٍ تمتحُ منَ المورُوثِ العربيِّ بكلِّ تلويناتِهِ، فيتَّكئُ على الأثرِ الدِّينيِّ والأدبيِّ والشِّعريِّ العربيِّ لينجزَ قصائدَهُ، ويُقنعَ بها ويُمتعَ.  

وقد اختارَ أمينُ عبدو القصيدَةَ العربيَّةَ المحافظةَ بشكلِها العموديِّ، وتفاعيلِها التَّقليديَّةِ وبحورِها المعروفةِ، ملتزمًا بتفاصيلِها الهندسيَّةِ المنضبطَةِ والعسيرَةِ في آنٍ، ليبهرَنا بقصائدِهِ الماتعةِ، وليثبتَ أنَّ الشِّعرَ ما زالَ المروِّجَ الأَوَّلَ للدَّهشَةِ، المُدِرَّ للفرحِ، المحفِّزَ على عِنَاقِ الحلمِ والجمَالِ، وأنَّ الشَّاعِرَ ما يزالُ يحملُ لواءَ الحُبِّ، داعيًا لَهُ، لاهِجًا بِهِ، مُنَافِحًا القُبْحَ والفَسَادَ والقهرَ والظُّلمَ والظَّلَامَ، مندفعًا إلى مَسَاكِبِ النُّورِ، مُنْطَلقًا إِلَى مَكَامِنِ الفَرَحِ والحُبِّ والحَيَاةِ. 

_ جمعة الفاخري: وزير الثقافة الليبي.“