تحميل كتاب النار أهوالها وعذابها محمد بن شامي شيبة PDF

شارك

شارك

كتاب النار أهوالها وعذابها لـ محمد بن شامي شيبة

كتاب النار أهوالها وعذابها

المؤلف : محمد بن شامي شيبة
القسم : العلوم الإسلامية
اللغة : العربية
عدد الصفحات : 0
تاريخ الإصدار : غير معروف
حجم الكتاب : 8.1 ميجا
نوع الملف : PDF
عدد التحميلات : 203 مره
تريد المساعدة ! : هل تواجه مشكله ؟
وصف الكتاب

تحميل كتاب النار أهوالها وعذابها pdf 2010م - 1443هـ لا يدخل الجنة إلا من يرجوها، ولا يسلم من النار إلا من يخافها، ورود النار متيقَّن: {وَإِن مّنكُم إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتماً مَّقضِيّاً} [مريم: 71] ولكن هل الخروج منها متيقن؟! أين الخوف من هول ذلك المورد؟ ومن ترى بالنجاة والفكاك يحظى ويسعد؟ يقول موسى بن سعد: كنا إذا جلسنا إلى سفيان كأن النار قد أحاطت بنا لما نرى من خوفه وجزعه. من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبلُ فِي أَهلِنَا مُشفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَينَا وَوَقَـانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبلُ نَدعُوهُ إِنَّهُ هُوَ البَرٌّ الرَّحِيمُ} [الطور: 26-28]. حقـًا وصدقـًا، إن هدى الله ورحمته للذين هم لربهم يرهبون. أيها الإخوة في الله، وهذا حديث ذكرى وتذكير، وإنذار وتخويف عما أخبر به الكتاب وصحت به الأخبار عن رسولنا محمد من الوعيد للمكذبين، والخوف على المقصرين، حديث عن النار وأهلها وأهوالها أعاذنا الله منها بمنِّه وكرمه: {يا أَيٌّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيهَا مَلَاـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ} [التحريم: 6]. يقول الحسن البصري - رحمه الله -: والله ما صدق عبد بالنار إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وإن المنافق لو كانت النار خلف ظهره ما صدق بها حتى يتجهم[1] في دركها. والله ما أنذر العباد بشيء أدهى منها. {فَأَنذَرتُكُم نَاراً تَلَظَّى لاَ يَصلَـاهَا إِلاَّ الاشقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى } [الليل: 14-16]. إنها نار السعير، لا ينام هاربها، وجنة الفردوس لا ينام طالبها. الخوف من النار فلذ أكباد الصالحين: {إِنَّهَا لإِحدَى الكُبَرِ نَذِيراً لّلبَشَرِ لِمَن شَاء مِنكُم أَن يَتَقَدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ} [المدثر: 35-37]. ألم تعملوا أن التخويف من النار نال الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين؟! اقرأوا في شأن الملائكة: {وَمَن يَقُل مِنهُم إِنّي إِلَـهٌ مّن دُونِهِ فَذلِكَ نَجزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجزِى الظَّـالِمِينَ} [الأنبياء: 29]. واقرأوا في حق الأنبياء: {وَلاَ تَجعَل مَعَ اللَّهِ إِلَـهًا ءاخَرَ فَتُلقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدحُورًا} [الإسراء: 39]. أيها الناس، اتقوا النار، اتقوا النار ولو بشق تمرة اتقوا النار بكلمة طيبة. أكثروا من ذكرها، واعملوا للنجاة منها: {ذلِكَ يُخَوّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: 16]. والنار شر دار، وعذابها شر عذاب، حرها شديد وقعرها بعيد، ومقامعها حديد، يهوي الحجر من شفيرها سبعين خريفـًا ما يدرك قعرها. مسالكها ضيقة، ومواردها مهلكة، يوقد فيها السعير، ويعلو فيها الشهيق والزفير، أبوابها مؤصدة، وعمدها ممددة، يرجع إليها غمها، ويزداد فيها حرها، هي غضب الجبار ورجزه، وسخطه ونقمته. جثت الأمم على الركب، وتبين للظالمين سوء المنقلب، انطلق المكذبون إلى ظل ذي ثلاث شعب، لا ظليل ولا يغني من اللهب، وأحاطت بهم نار ذات لهب، سمعوا الزفير والجرجرة، وعاينوا التغيظ والزمجرة، ونادتهم الزبانية: {فَادخُلُوا أَبوَابَ جَهَنَّمَ خَـالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئسَ مَثوَى المُتَكَبّرِينَ} [النحل: 29]. الهاوية تجمعهم، والزبانية تقمعهم، في مضايقها يتجلجلون، وفي دركاتها يتحطمون. ترى المجرمين مقرنين في الأصفاد، سرابيلهم من قطران، وتغشى وجوههم النار. الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون، وبالنواصي والأقدام يؤخذون، وفي الحميم ثم في النار يسجرون. يصب من فوق رءوسهم الحميم، يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد فوق رءوسهم. تكوى جباههم وجنوبهم وظهورهم. ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ [القمر: 48]. طعامهم الزقوم والضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع. شرابهم الحميم والغساق والماء الصديد، يشوي الوجوه ويقطع الأمعاء، ويملأ البطون:{ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} [إبراهيم: 17]. {وَهُم يَصطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخرِجنَا نَعمَل صَـالِحاً غَيرَ الَّذِي كُـنَّا نَعمَلُ أَوَلَم نُعَمّركُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّـالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ,} [فاطر: 38]. {كُلَّمَا نَضِجَت جُلُودُهُم بَدَّلنَـاهُم جُلُوداً غَيرَهَا لِيَذُوقُوا العَذَابَ} [النساء: 56]. يتمنون الموت والهلاك، ولكن أين المفر؟ ومتى الفكاك؟ {وَنَادَوا يا مَـالِكُ لِيَقضِ عَلَينَا رَبٌّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّـاكِثُونَ لَقَد جِئنَـاكُم بِالحَقّ وَلَـ?كِنَّ أَكثَرَكُم لِلحَقّ كَـارِهُونَ} [الزخرف: 77، 78]. ثم يعلو شهيقهم، ويزداد زفيرهم، وقد حيل بينهم وبين ما يشتهون، فيعظم يأسهم، ويرجعون إلى أنفسهم: {سَوَاء عَلَينَا أَجَزِعنَا أَم صَبَرنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ,} [إبراهيم: 21]. نعوذ بالله ربنا من غضبه وأليم عقابه وعذابه. أيها الإخوة، هذه أخبار صدق عن جهنم ولظى، وأنباء حق عن السعير والحُطمة، والله لتملأن والله لتملأن: {وَلَـكِن حَقَّ القَولُ مِنى لأملانَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجمَعِينَ} [السجدة: 13]. فويل لكل مشرك ومشركة، وويل لكل خبيث وخبيثة ممن طغى وبغى وآثر الحياة الدنيا، ولم يؤمن بيوم الحساب: {يُعرَفُ المُجرِمُونَ بِسِيمَـاهُم} [الرحمن: 41]. {حَلاَّفٍ, مَّهِينٍ, هَمَّازٍ, مَّشَّاء بِنَمِيمٍ, مَّنَّاعٍ, لّلخَيرِ مُعتَدٍ, أَثِيمٍ, عُتُلٍ, بَعدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ,} [القلم: 10-13]. لا يؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين، لم يكُ من المصلين، ولم يكُ يطعم المسكين، يخوض مع الخائضين، ويكذب بيوم الدين. هؤلاء هم أصحاب الجحيم عياذا بالله. عباد الله، النار موعود بها مدمن الخمر وقاطع الرحم والمصدق بالسحر والمنان والنمام، وما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار[2]، موعود بها الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، ومن أشد الناس عذابًا طائفتان: المصورون الذين يضاهئون خلق الله[3]، والذين يعذبون الناس في الدنيا. يا ترى ما حال المرائين من القراء والعلماء والمجاهدين؟! يأمرون بالمعروف ولا يأتونه، وينهون عن المنكر ويأتونه، يقولون ما لا يفعلون إذا وعظوا عنفوا وإذا وعظوا أنِفُوا. وأصناف من القضاة في النار، ((ومن غش رعيته فهو في النار))[4]، ((ومن بايع إمامه لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفى وإن لم يعط لم يفِ))[5]، ((ومن اقتطع مال أخيه بيمين فاجرة فليتبوأ مقعده من النار))[6]، ((والذي يشرب في آنية الذهب والفضة فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم))[7]. والذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا. وويل لأكلة الربا ثم ويل لأكلة الربا، و((كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به))[8]. ((وصنفان من أهل النار: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، والكاسيات العاريات المائلات المميلات على رءوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها))[9]، ((والنائحة إذا لم تتب تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب))[10]، ((والمكر والخداع في النار))[11]، ((والفجور يهدي إلى النار))[12]، ((وشر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه))[13]، وويل للذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة. أيها الأحبة، رحمني الله وإياكم ووقانا عذاب السموم: هذه ألوان من أهوال النار، وصنوف من أهلهاº فاتقوا الله واتقوا النار، اتقوا النار بالبكاء من خشية اللهº فلن يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، وعينان لا تمسهما النارº عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله. ومن صام يومًا زحزحه الله عن النار سبعين خريفـًا. تعوذوا بالله من النارº فهذا دأب الصالحين الذاكرين. ملائكة الله السياحون يمرون بمجالس الذكر ثم يسألهم ربهم عن أحوال الذاكرين فيقول لهم وهو أعلم بهم: مِمَّ يتعوذون؟ فيقولون: من النار. فيقول: وهل رأوها؟ قالوا: لا. والله ما رأوها. فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا وأشد منها مخافة؟ قال فيقول: إني أشهدكم أني قد غفرت لهم[14]. وجاء في خبر آخر: ((ما سأل رجل مسلم الجنة ثلاثـًا، إلا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة. ولا استجار رجل مسلم من النار ثلاثـًا، إلا قالت النار: اللهم أجره مني))[15]. اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار. {رَبَّنَا إِنَّنَا ءامَنَّا فَاغفِر لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 16]. {رَبَّنَا اصرِف عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} [الفرقان: 66، 67]. هذا الكتاب الجزء التاسع ضمن سلسلة " مَوْسُوعَةُ الاخرة " التي تعرض علامات القيامة الصغرى والكبرى ورحلة إنتقال الانسان من الدنيا الي القبر ثم الي حياة البرزخ ثم الي اهوال القيامة والعرض على الله ودخول الجنة او النار .. .

عرض المزيد
إصدارات إخري للكاتب
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور
بلّغ عن الكتاب