تحميل كتاب أم سلمة العاقلة العالمة أم المؤمنين امينة عمر الخراط PDF

شارك

شارك

كتاب أم سلمة العاقلة العالمة أم المؤمنين لـ امينة عمر الخراط

كتاب أم سلمة العاقلة العالمة أم المؤمنين

المؤلف : امينة عمر الخراط
القسم : تصنيفات ليس لها فئات
الفئة : إخري
اللغة : العربية
عدد الصفحات : 0
تاريخ الإصدار : غير معروف
حجم الكتاب : 0.0 ميجا
نوع الملف : PDF
عدد التحميلات : 130 مره
تريد المساعدة ! : هل تواجه مشكله ؟
وصف الكتاب

تحميل كتاب أم سلمة العاقلة العالمة أم المؤمنين pdf 1995م - 1443هـ أم سَلَمَة هند بنت أبي أمية المخزومية هي إحدى زوجات الرسول محمد، وإحدى أمهات المؤمنين، ومن السابقين إلى الإسلام، كانت زوجة لأبي سلمة بن عبد الأسد، وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة، وعند الهجرة إلى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، ثم خلّوا سبيلها فأخذت ولدها وارتحلت، حتى لقيت عثمان بن طلحة بالتنعيم فأوصلها إلى يثرب، وقيل: إنها أوَّل امرأة خرجت مهاجرةً إلى الحبشة، وأول ظعينة دخلت المدينة. ولمَّا توفي أبو سلمة، تزوجها النبي محمد. أخذها النبي معه في عدد من الغزوات، وأخذ برأيها يوم الحديبية حيث أشارت عليه أن لا يكلم أحدًا حتى ينحر ويحلق، فكانت تُوصف «بالرأي الصَّائب»، وبعد وفاة النبي أخذ الصحابة يسألونها عن الأحاديث النبوية، حيث روت 378 حديثًا بحسب تقدير بقي بن مخلد منها ثلاثة عشر حديثًا متفق عليه، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. كما أورد لها الذهبي في مسنده 380 حديثًا، فروت الحديث عن النبي وأبي سلمة وفاطمة الزهراء، وروى عنها ابناها: عمر، وزينب، وأخوها عامر، وابن أخيها مصعب بن عبد الله، وعدد من الصحابة والتابعين. توفيت أم سلمة في المدينة المنورة، وهي آخر من توفي من أمهات المؤمنين، ودفنت في مقبرة البقيع. كانت أم سلمة وزوجها أبو سلمة من السابقين إلى الإسلام، ولما رأى النبي ما يصيب أصحابه من أذى زعماء قريش لهم، أمرهم بالهجرة إلى الحبشة، فهاجرت أم سلمة مع زوجها إلى الحبشة. روى ابن هشام في «سيرته» رواية طويلة عن أم سلمة حول الهجرة إلى الحبشة، وتحدثت فيه عن الأمن والاستقرار الذي لحق بهم حين نزلوا أرض الحبشة، وكيف أن قريشًا ائتمرت بهم عند النجاشي، واتهمتهم في دينهم، ولكنه لم يفصل في شيء حتى استدعى جعفر بن أبي طالب، حيث شرح للنجاشي معالم دينهم وأخلاقهم، وختم حديثه بآيات من سورة مريم، فرفض النجاشي بعدها طلب قريش، وفرح المهاجرون بذلك. وقد أنجبت أم سلمة ولدها سلمة هناك. الرجوع من الحبشة إلى مكة بعد مدة عادت أم سلمة وزوجها إلى مكة بعد أن بلغ المسلمين في الحبشة، إسلام أهل مكة. وحين عادوا إلى مكة، وجدوا قريش لا تزال تسيطر، وأنّ ما كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلًا، فلم يدخل أحد منهم مكة إلا بجوار أو مستخفيًا. فدخل أبو سلمة وزوجته أم سلمة في جوار خاله أبي طالب. ولما استجار أبو سلمة بأبي طالب، مشى إليه رجال من بني مخزوم، فقالوا له: يا أبا طالب، لقد منعت منا ابن أخيك محمدًا، فما لك ولصاحبنا تمنعه منا؟ قال: «إنَّهُ اسْتَجَارَ بِي، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِي، وَإِنْ أَنَا لَمْ أَمْنَعْ ابْنَ أُخْتِي لَمْ أَمْنَعْ ابْنَ أَخِي». فبقي أبو سلمة وزوجته في مكة، حتى مات أبو طالب، وبموته نال المشركون من النبي ومن أتباعه مالم ينالوه في حياته. هجرتها إلى المدينة منظر عام للمدينة المنورة قديمًا أمر النبي أتباعه بالهجرة إلى المدينة المنورة حوالي سنة 622م بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى وعذاب من زعماء قريش خاصة بعد وفاة أبي طالب، فهمّ أبو سلمة وأم سلمة بالهجرة، لكن أهلها منعوا أبو سلمة من السير بها إلى المدينة، فهاجر منفردًا. ظلت أم سلمة في حزن تبكيهم، حتى رقّ أهلها لحالها، وتركوها تلحق بهم إلى يثرب، ومعها ابنها سلمة. خرجت أم سلمة مع ابنها تنوي الهجرة إلى يثرب دون رفيق، فرآها عثمان بن طلحة وسألها عن وجهتها، فأخبرته. فأخذ بخطام دابتها، ورحل بها إلى مشارف المدينة، وقفل راجعًا. وفي المدينة، أنجبت أم سلمة ثلاثة أبناء وهم: «درة وعمر وزينب»، أمّا ولدها «سلمة» فقد وُلد في الحبشة حسب بعض الروايات، وتقول رواياتٌ أخرى أنها أنجبت جميع أولادها في الحبشة. رُوي عن مالك بن أنس، قال: «هاجرت أم سلمة وأم حَبِيبة إلى أرض الحبشة، ثم خرجت أم سلمة مهاجرة إلى المدينة شرفها الله تعظيمًا وتكريمًا، وخرج معها رجلٌ من المشركين وكان ينزل بناحية منها إذا نَزلت، ويسير معها إذا سارت، ويرحل بعيرها، ويتنحى إذا ركبت، فلما نظر إلى نخل المدينة المباركة قال لها: هذه الأرض التي تريدين، ثم سلم عليها وانصرف»، وعن محمد بن الضّحاك عن أبيه قال: «الرّجل الذي خرج مع أم سلمة عثمان بن طلحة». موت زوجها أبو سلمة ذكر مصعب الزبيري أنّ أبا سلمة تُوفي بعد أحد سنة 4 هـ، ويُقال إنّه تُوفي في جمادى الثانية سنة 3 هـ، وقال أبو عمر أنّه تُوفي بعد غزوة بدر سنة 2 هـ، بينما قال ابن إسحاق: تُوفي بعد غزوة أحد، وقال أبو بكر بن زنجويه: توفي أبو سلمة في سنة أربع من الهجرة بعد مُنصَرفه من أحُد، انتقض به جرح كان أصابه بأحُد، فمات منه، فشهده رسولُ الله. وَكَذا قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: إنه شهد بَدْرًا وأحُدًا فجُرح بها، ثم بعثه النبيُّ محمد على سرية إلى بني أسد في صفَر سنة أربع ثم رجع، فانتقض جرحه، فمات في جمادى الآخرة. وعن أم سلمة أنّها قالت: « سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ»، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: «قُولِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً»، فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ عز وجل مِنْهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم». زواجها من النبي محمد بعد موت زوجها أبي سلمة، وبعدما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته، ثم خطبها عمر بن الخطاب فردته. ثم بعد ذلك خطبها النبي محمد، فقبلت أم سلمة. اختلف في تاريخ زواجها من النبي، قيل إنه تزوجها قبل وقعة بدر في سنة 2 هـ، فعن أبو عبيدة معمر بن المثنى قال: «تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ مِنَ التَّارِيخِ أُمَّ سَلَمَةَ وَاسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ»، وذكر ابن كثير وغيره أنّ رسول الله دَخَلَ بِهَا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، كما ذكر المزي أن النبي تزوجها سنة 2 هـ وبنى بها في شوال، وقيل إن رسول الله تزوجها قبل الأحزاب سنة 3 هـ، وقال ابن حجر العسقلاني: «إنما تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة أربع على الصحيح ويقال سنة ثلاث ... وحلت أم سلمة في شوال سنة أربع وقد نص على ذلك خليفة بن خياط والواقدي ...»، وقال ابن حجر أيضًا: «فتزوجها النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في جمادى الآخرة سنة أربع، وقيل سنة ثلاث». دخل بها النبي في حجرة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بعد موتها، وأمّا عن مهرها، فقد قيل إن مهر نساء النبي موحد، وهو أربعمائة درهم، وقد ورد في بعض المصادر أن صداق أم سلمة هو أربعمائة دينار، وقد سلمها النجاشي ملك الحبشة، وذكر ابن هشام أن رسول الله أصدقها فراشًا حشوه وليف وقدحًا، وروى الزبير بن بكار في كتابه «المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم» أن رسول الله أصدقها كما أصدق عائشة بنت أبي بكر، صحفةً كثيفةً وقدحًا كثيفا وفراشا حشوه ليف والمجشة وهي الرحى. كما رُوي عن أنس أن النبي تزوج أم سلمة على متاع قيمته عشرةُ دراهم. قال عمر بن أبي سلمة: «أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ عُمَرُ، فَرَدَّتْهُ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُوْلُ اللهِ، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا، أَخْبِرْ رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي غَيْرَى، وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدًا. فَبَعَثَ إِلَيْهَا: (أَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي مُصْبِيَةٌ؛ فَإِنَّ اللهَ سَيَكْفِيْكِ صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي غَيْرَى، فَسَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا الأَوْلِيَاءُ؛ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُم إِلاَّ سَيَرْضَى بِي)....». جاء عن أنس أن رسول الله أَوْلَمَ على أم سلمة بتمر وسمن، وعن أنس أيضًا: «أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لما تزوجَ أمَّ سلمةَ أمرَ بالنِّطَعَ فبُسِطَ، ثم ألقى عليه تمرًا وسَويقًا فدعا الناسَ فأكلوا». كان لأم سلمة مكانتها عند النبي، فيروى أن النجاشي أهدى إلى النبي حُلّة وأواقي من مسك، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أم سلمة بقية المسك والحُلَّة. كما ذكرت عائشة أنّ النبي كان إذا صلّى العصر دخل على نسائه واحدة واحدة، يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن، ويختم بعائشة. زواج علي من فاطمة رسم تُركي عُثماني للرسول مُحمَّد وهو يُزوّج ابنته فاطمة بابن عمّه عليّ، وقد غُطي وجه فاطمة ومُحمَّد باللون الأبيض احترامًا لهما. قيل بأن أم سلمة كانت موجودة أثناء زواج علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء، وجاء أن زفاف فاطمة كان في حجرة أم سلمة، فقد ورد في «الأمالي» للشيخ الطوسي ما نصه: «فَالْتَفَتَ إِلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: مَنْ هَاهُنَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَا أُمُّ سَلَمَةَ، وَهَذِهِ زَيْنَبُ، وَهَذِهِ فُلَانَةُ وَ فُلَانَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): هَيِّئُوا لِابْنَتِي وَابْنِ عَمِّي فِي حُجَرِي بَيْتًا. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فِي أَيِّ حُجْرَةٍ، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فِي حُجْرَتِكِ. وَأَمَرَ نِسَاءَهُ أَنْ يُزَيِّنَّ وَيُصْلِحْنَ مِنْ شَأْنِهَا». وقد ورد في كتاب «تفسير فرات الكوفي» رواية عن علي بن أبي طالب وفيها: «قَالَ فَأَتَيْتُهُ مُسْرِعًا فَإِذَا هُوَ فِي حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَتَبَسَّمَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى أَسْنَانِهِ تُبْرِقُ فَقَالَ أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَانِي مَا كَانَ قَدْ أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ تَزْوِيجِكَ». ويذكر أيضًا أنّ أم سلمة كانت من اللاتي قمن بتجهيز فاطمة للعرس، فقد روى ابن ماجه في «سننه» عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ قَالَتَا: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُجَهِّزَ فَاطِمَةَ حَتَّى نُدْخِلَهَا عَلَى عَلِيٍّ، فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ، فَفَرَشْنَاهُ تُرَابًا لَيِّنًا مِنْ أَعْرَاضِ الْبَطْحَاءِ، ثُمَّ حَشَوْنَا مِرْفَقَتَيْنِ لِيفًا، فَنَفَشْنَاهُ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ أَطْعَمْنَا تَمْرًا وَزَبِيبًا، وَسَقَيْنَا مَاءً عَذْبًا، وَعَمَدْنَا إِلَى عُودٍ، فَعَرَضْنَاهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ، لِيُلْقَى عَلَيْهِ الثَّوْبُ، وَيُعَلَّقَ عَلَيْهِ السِّقَاءُ، فَمَا رَأَيْنَا عُرْسًا أَحْسَنَ مِنْ عُرْسِ فَاطِمَةَ»، وقد شكك البعض في حضور أم سلمة الزواج، حيث ذكر المشككين أن أم سلمة لم تكن زوجًا لرسول الله في ذلك الحين. نزول القرآن كانت أم سلمة سببًا في نزول بعض آيات القرآن، فقد ذكر مجاهد بن جبر أنها قالت يومًا: «يا رسول الله، تغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث.» فنزل الوحي بقوله تعالى: Ra bracket.png وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا Aya-32.png La bracket.png وبقوله: Ra bracket.png إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا Aya-35.png La bracket.png. كما روى عمرو بن دينار عن سلمة - وهو رجل من آل أمِّ سلمة - عن أم سلمة أنها قالت: «يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا نَسْمَعُ اللَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الهجرة بشيء؟» فنزل الوحي بقوله: Ra bracket.png فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ Aya-195.png La bracket.png. في الغزوات غزوة أحد يُذّكر أنّ الصحابي شماس بن عثمان المخزومي قد حُمِلَ من أَحُدٍ إلى المدينةِ المنّورة، وَكَانَ بِهِ رَمَقٌ، فَأُدْخِلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ أم سلمة: «ابْنُ عَمّي يُدْخَلُ عَلَى غَيْرِي!»، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «احْمِلُوهُ إلَى أُمّ سَلَمَةَ». فَحُمِلَ إلَيْهَا فَمَاتَ عِنْدَهَا، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ أَنْ نَرُدّهُ إلَى أُحُدٍ، فَدُفِنَ هُنَاكَ كَمَا هُوَ فِي ثِيَابِهِ الّتِي مَاتَ فِيهَا، وَكَانَ قَدْ مَكَثَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَلَكِنّهُ لَمْ يُذَقْ شَيْئًا، وَلَمْ يُصَلّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ وَلَمْ يُغَسّلْهُ. وكانت أم سلمة تذهب إلى قبور شهداء أحد فتسلم عليهم في كل شهر فتظل يومها. غزوة الخندق شهدت أم سلمة غزوة الخندق، وعنها أنّها قالت: «مَا نَسِيتُ قَوْلَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ اللَّبَنَ قَدِ اغْبَرَّ شَعْرُ صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ ... فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ». كما روى الواقدي في «المغازي» عدة روايات تفصيلية عن أم سلمة تتحدث فيها عما عمله المسلمون خلال الغزوة. غزوة بني المصطلق قيل بأنّها شاركت في غزوة بني المصطلق، حيث جاء في إحدى الروايات أن رسول الله أقرع بين نساءه، فأصابت القرعة أم سلمة وعائشة، فخرج بهما معه إلى الغزوة، كما جاء من ضمن أحداث الغزوة أن رسول الله خرج من المدينة حتى انتهى إِلَى الْمُرَيْسِيعِ، وهو مكان الماء، فضرب عليه قبته، ومعه عائشة وأم سلمة. غزوة خيبر شهدت أم سلمة غَزْوَة خَيْبَرَ سنة 7 هـ، وذكرت أنها «سَمِعْتُ وَقْعَ السَّيْفِ فِي أَسْنَانِ مَرْحَبٍ». وأطعمَ رسول الله أمّ سلمة بخيبر ثمانين وسقًا تمرًا، وعشرين وسقًا شعيرًا، أو قمحًا. كما جاء أن أم سنان الأسلمية كانت مع أم سلمة خلال الغزوة، فقد رُوي أن أم سنان أتت إلى النبي عندما أراد التوجّه إلى خيبر وقالت له: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرُجُ مَعَكَ فِي وَجْهِكَ هَذَا أَخْرُزُ السِّقَاءَ وَأُدَاوِي الْمَرِيضَ وَالْجَرِيحَ إِنْ كَانَتْ جِرَاحٌ وَلا تَكُونُ وَأَبْصُرُ الرَّحْلَ»، فقال لها النبي: «اخْرُجِي عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَإِنَّ لَكِ صَوَاحِبَ قَدْ كَلَّمْنَنِي وَأَذِنْتُ لَهُنَّ مِنْ قَوْمَكِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ فَإِنْ شِئْتِ فَمَعَ قَوْمِكِ وَإِنْ شِئْتِ فَمَعَنَا»، فقالت: «مَعَكَ»، قَالَ: «فَكُونِي مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَتِي». قَالَتْ: «فَكُنْتُ مَعَهَا». صلح الحديبية شهدت أم سلمة صلح الحديبية، ورُوي أنّ النبي قال لأصحابه بعد أن أُقر الصلح: «قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا»، فتباطأ أصحابه لعدم رضاهم عن بنود الصلح، فحزن النبي ودخل على أم سلمة التي كانت معه في تلك العُمرة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت له: «يا نبي الله أتحبُّ ذلك؟ اخرج ثم لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك وتدعو حالقك فيحلقك». فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ فنحر وحلق، فلمَّا رأَى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا. قال ابن حجر العسقلاني: «وإشارتها على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبيّة تدلّ على وفور عقلها وصواب رأيها». فتح مكة كانت أم سلمة مع رسول الله في فتح مكة، وروي أنّ أخاها عبد الله بن أبي أمية وأبو سفيان بن الحارث، قد لقيا النبي محمد بِنِيقِ العُقَاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول، فمنعهما، فَكَلَّمته أُم سلمة فيهما؛ فقالت: «يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك»، قال: « لَا حَاجَةَ لِي بِهِمَا، أَمَا ابْنُ عَمِّي فَهَتَكَ عِرْضِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمَّتِي وَصِهْرِي فَهُوَ الّذي قَالَ لي بِمَكَّةَ مَا قَالَ»، ثم أَذن لهما فدخلا عليه، فأَسلما وحسن إِسلامهما. وجاء أيضًا أنّ أبا رافع قَدْ ضَرَبَ للنبي قُبّةً بِالْحَجُونِ مِنْ أَدَمٍ، فَأَقْبَلَ النبي حَتّى انْتَهَى إلى القبّة، ومعه أم سلمة وميمونة. فتح الطائف يُذكر أنّ النبي لما خرج إلى غزوة الطائف كانت معه امرأتان من نسائه، إحداهما أم سلمة، وذكر الواقدي أنّ الأخرى هي زينب بنت جحش، فضرب لهما قبتين، فصلى النبي محمد بين القبتين. ويُروى أن النبي دخل على أم سلمة، وعندها أخوها عبد الله بن أبي أمية، ومخنث، وإذ المخنث يقول: «يا عَبْدَ اللَّهِ، أرَأَيْتَ إنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، فَعَلَيْكَ بابْنَةِ غَيْلَانَ؛ فإنَّهَا تُقْبِلُ بأَرْبَعٍ، وتُدْبِرُ بثَمَانٍ»، فقال رسول الله: «لا يَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ». وفي رِوايةٍ: وهو محاصر الطائف يومئذٍ. غزوة تبوك روى الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن سعيد، عن عرباض بن سارية قال: «كنت ألزم باب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر، فرأيتنا ليلة ونحن بتبوك وذهبنا لحاجةٍ، فرجعنا إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تعشى ومن عنده من أضيافه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل في قبته ومعه زوجته أم سلمة بنت أبي أمية....». حجة الوداع حج النبي بجميع نساءه في حجة الوداع، وقد جاء عن جمرة بنت قحافة أنها قالت: «كُنْتُ مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا أُمَّتَاهُ هَلْ بَلَّغْتُكُمْ؟". فَقَالَ بُنَيٌّ لَهَا: يَا أُمَهُ مَا لَهُ يَدْعُو أُمَّهُ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: إِنَّمَا يَعْنِي أُمَّتَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ أَعْرَاضَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا». وفاة النبي المسجد النبوي حيث دفن النبي. كان لأم سلمة دور بارز خلال مرض النبي. تذكر مصادر أهل السنة والجماعة أن النبي لما مرض مرضه الأخير، كانت رغبته أن يُمرّض في بيت عائشة، فأذنت له زوجاته، وفي الموطأ أن أم سلمة كانت تقول: «مَا صَدَّقْتُ بِمَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ وَقْعَ الْكَرَازِينِ»، كما روي عن أم سلمة قالت: «وَضَعْتُ يَدِي عَلَى صَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ مات فمرت لي جُمَعٌ آكُلُ وَأَتَوَضَّأُ وَمَا يَذْهَبُ رِيحُ الْمِسْكِ مِنْ يَدِي». جاء في «مسند أبي يعلى الموصلي» عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: «وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لَأَقْرَبُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُبِضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةً بَعْدَ غَدَاةٍ يَقُولُ: «جَاءَ عَلِيٌّ؟» مِرَارًا. قَالَتْ: وَأَظُنُّهُ كَانَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ قَالَ: فَجَاءَ بَعْدُ، فَظَنَنَّا أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً، فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَيْتِ، فَقَعَدْنَا عِنْدَ الْبَابِ، فَكُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَيُنَاجِيهِ، ثُمَّ قُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ»، والحديث رواه أحمد وابن أبي شيبة والحاكم وغيرهم، صحح البعض هذا الحديث وحسنه آخرون، وذهب البعض إلى أن الحديث ضعيف، وضعفه الألباني. وورد في مصادر الشيعة، مثل كتاب «الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد» للشيخ المفيد وغيره رواية وفيها: «... فلمّا كان من الغَد حُجِب الناسُ عنه وثَقلَ في مرضه، وكان أميرُ المؤمنين لا يُفارِقه إلاّ لضرورةٍ، فقام في بعض شؤونه، فأفاق عليه السلام إفاقةً فافتقد عليًا عليه السلام فقال ـ وأزواجُه حولَه ـ: «اُدعوا لي أخي وصاحبي» وعاوده الضعفُ فأُصْمِتَ، فقالت عائشة: اُدعوا له أبا بكرٍ، فدُعِيَ فدَخَلَ عليه فقَعَدَ عند رأسه، فلمّا فَتَح عينهَ نظَرَ إليه وأعْرَض عنه بوجَهه، فقام أبو بكرٍ وقال: لو كان له إليَ حاجةٌ لأفْضى بها إلي. فلمّا خرج أعادَ رسول اللّه صلى الله عليه وآله القولَ ثانيةً وقال: «اُدعوا لي أخي وصاحبي» فقالت حَفْصَة: اُدعوا له عُمر، فدُعِي فلما حَضَر رآه النبي عليه السلام فأعْرضَ عنه فانصرف. ثمّ قال: «اُدعوا لي أخي وصاحبي» فقالت أُمُّ سلمة رضي الله عنها: اُدعوا له عليًا فإنّه لا يُريد غيرهَ، فدُعِيَ أميرُ المؤمنين ...»، كما يُذكر أن النبي دخل على أم سلمة في آخر حياته، فرأته على غير حاله، فقد جاء في كتاب «الأمالي» للشيخ الصدوق وغيره في إحدى الرويات ما نصه «... ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل بيت أم سلمة وهو يقول: رب سلم أمة محمد من النار، ويسر عليهم الحساب. فقالت أم سلمة: يا رسول الله، ما لي أراك مغموما متغير اللون! فقال: نعيت إلي نفسي هذه الساعة، فسلام لك مني في الدنيا، فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا. فقالت أم سلمة: واحزناه حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمداه. ثم قال (صلى الله عليه وآله): ادعي لي حبيبة قلبي، وقرة عيني فاطمة تجئ. فجاءت فاطمة فجاءت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ...». حياتها بعد وفاة النبي لم تشارك أم سلمة في أي من المعارك التي وقعت بعد وفاة النبي، وذلك امتثالًا لأمره، وقد بقيت وعاشت في المدينة المنورة. .

عرض المزيد
إصدارات إخري للكاتب
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور
بلّغ عن الكتاب