كتاب منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الافتاء د عبدالرقيب الشامي

إذا كان الباحثون في عصرنا قد بذلوا جهوداً مقدرة في دراسة مناهج بعض العلماء المجتهدين في الفتوى، لكي يبينوا للمطلعين جهود العلماء في الإفتاء، والأسس التي ساروا عليها، حتى يستفيد منها الباحثون والمتفقهون، وليعلموا أن العلماء لم يكونوا يفتون في المسائل والقضايا هكذا اعتباطاً، وإنما بناء على مناهج وقواعد مأخوذة من منهج الشارع وأسلوبه في التشريع، فإن دراسة منهج النبي صلى الله عليه سلم في الإفتاء هو الأولى والأجدر بالاهتمام كونه المفتي الأول في الأمة، وكون فتاواه صلى الله عليه وسلم تعد منهجاً عاصماً، وموجهاً لمن بعده، ولأن منهجه هو المنهج الواجب الاتباع، وهو المؤيد والمسدد بالوحي، حتى يستفيد منه الفقهاء والمجتهدون والباحثون للسير على نهجه لتكون فتاواهم سليمة ومطابقة أو مقاربة للمراد الإلهي بعيدة عن الشذوذ واتباع الهوى.